ماحص شقيقة الفحيص
تقع ماحص غرب عمان وشرق السلط تتربع على جبال البلقاء ذات الطبيعة الجميلة ….
ماحص بلدة أردنية تبعد عن غرب العاصمة عمان -دابوق تحديدا- 8 كيلومترات فقط. إداريا تقع ماحص في محافظة البلقاء وهي ضمن لواء مستقل (لواء ماحص والفحيص)
تقع ماحص غرب عمان وشرق السلط تتربع على جبال البلقاء ذات الطبيعة الجميلة ….
تمتاز ماحص بعيون الماء العذبة التي يجاوز عددها 270 عيناً في حدود منطقة ماحص
لم تنل بلدة ماحص ما نالته السلط من تاريخ، والفحيص من مكانة ثقافية، و عمان من مكانة اعتبارية.. فبقيت على الهامش بتقصير منا ؟.. من اهلها ؟.. من الحظ ؟… لا يهم المهم أن جمالا وسحرا فضّلا ان يبقيا مختبئين بين تلال وجبال كلؤلؤة افترشت محارة فطاب لها المقام .
ويفصل كيلومتر واحد ما بين الحدود الغربية لأمانة عمان الكبرى حيث توجد منطقة بدر الجديدة وما يجاورها من قصور ملكية, وأميرية تزين المنطقة، وبين ماحص والفحيص اللتين خصهما الملك عبدالله الثاني بـ (صلة الجيرة) فباتتا (جيران القمر)! والقرية الكبيرة تم ترفيعها الى لواء بقرار ملكي في العام (2002)مما أسعد المدينة الشفاغورية التي تلقي تحية الصباح والمساء على جبال القدس وما جاورها من أراض فلسطينية محتلة وتتلقى منها رد التحية بمثلها.
ومن هناك أيضا تلتفت للوراء حيث تقابل جبال البلقاء الشامخة وتعيد قراءة تاريخ السلط الذي يقارب تاريخها الطويل أيضا إذ يعود لأيام الدولة العباسية حيث يشاع ان المدينة أخذت اسمها من (مَحَصَ) و(محّص) الشيء أي دققه وبحث عنه.
وطبقا للحفريات والآثار فقد وجدت شجرتان احداهما تبلغ من العمر 680 عاما وهي من نوع (الملول) وبجانبها شجرة أخرى من السنديان أو البلوط عمرها 400 عاما, بجانب مقام الخضر عليه السلام.
وعلى غير بعيد من مقام الخضر يوجد مسجد ماحص القديم الذي تم بناؤه عام 1941 في البلدة القديمة من طين القناطر (العقود). ويقال بأن المسجد كان مسجدا عمريا تلتقي فيه الجيوش القادمة من الجزيرة العربية في طريق التقائها مع جيوش الشام.
ويسجل للمدينة وجود مدرسة قديمة فيها يعود تاريخها للعام 1961 ومنها تخرج العديد من رجالات المنطقة التي لا يكاد يخلو بيت من بيوتها من وجود حامل لدرجة علمية عليا (تزيد عن البكالوريوس) ولهذا فالمكان يعج بعشرات الحاصلين على درجات عليا علميا وعمليا ناهيك عن العديد من الرتب العسكرية العليا التي تتوشح صدورهم فصار منهم الوزير ورئيس الجامعة والسفير ونجوم تتلألأ في مهن طبية وهندسية وقضائية ومهن أخرى تدين لكفاءتهم وجهدهم الدؤوب بالكثير.
بيوتها كانت تسمى القناطر وتتكون من الحجر والطين وكانت تقسم لقسمين واحد للسكن وآخر للماشية، وان تلك البيوت كانت تقام بتظافر جهود كل أبناء المنطقة الذين كانوا يتعاونون على البناء والتعليم وغيره من أشكال الحياة التي ظلت قائمة على البساطة والطيبة والأخلاق العالية، التي تترجم وتعكس صورة المدينة من الداخل والخارج.
واستوطنت البلدة الخضراء التي تبلغ مساحتها نحو 30 ألف دونم العديد من العائلات كعائلة( الشبلي والشياب والعليوتات والعودات وغيرها) والتي نجحت في تطويب بيوت المنطقة على زمن الأتراك قبل ان تبدأ العائلات تكبر وتتفرع وتنتشر حتى ملأت الجبال والتلال صخبا جميلا وجمالا أخاذا.
وبمرور الوقت بدأ شباب المدينة وشاباتها يتحروون من الملابس البلقاوية التي تعتمد على “القمباز” “الدامر”و” القضاضة أو الشماغ” والعباءة والصاك وغيرها لكنهم لم ولن يتحرروا من حب الأجداد والأهل وفضاء مدينتهم التي تزداد باللون الأخضر التي يحيلها لبساط مليء بالزهور، والعطور!
ويسود النمط الريفي طابع المدينة العام التي ودعت حياة البداوة وتركت مرحلة “الفلاحة” وراءها، وقبل ان تصحو على التحضر الكامل وجدت نفسها بعيدة عن عمان والفحيص كثيرا… فلا هي انضمت لعمان واستغلت عرض الدكتور ممدوح العبادي الأمين السابق فتحصل على آخر مستجدات تطورها.. ولا شكلت أي ضغط على مصانع الاسمنت والشركات الكبرى لنيل مطالب ثقافية او فنية أو مادية تنهض من خلالها بالمراكز الشبابية والأندية والبلدية، ولهذا ظلت على الهامش، تجتر أحزانها على أمل ان تبقى نوافذها مشرعة في وجه رياح التغير التي لا بد أن تطالها بما يكافئ جهد وعطاء وعلم أبنائها، أو ما يناسب جمال طبيعتهما البكر التي لم تستغل للآن، والتي تستقبل زوارها بدفء أهل ومودة حنان وبساطة إنسان.
جاء في كتاب (( الموروث الديني في قرى الأردن )) ( صفحة 546 ــ مطبعة دار الإسراء ) بقلم : حسان أيوب عبد الرحمن العمر
: (( وهو عبارة عن غرفة بلا نوافذ ، لها باب حديدي يتجه نحو الشمال وتعلوه صبة اسمنتية قبابية ، يخرج من وسطها عمود مربع بطول خمسة وسبعين سنتيمترا وبارتفاع نصف متر ، وفي داخل البناء الذي يأتي بسعة 4×4م ، يوجد قبر عليه بعض الخلع الخضراء ، وكان مفتوحاً للناس ، لأنهم كانوا يهابونه ، ويتبركون به والنصارى يعتقدون أنه للقديس مارجرجيس الفلسطييني المتوفى في القرن الثالث بعد ميلاد المسيح (1) ، ويعود بناءه سنة 1840م بناه الخوري ميخائيل صويص والبناء مسعاف السالم ، والدروز يعظمونه ويسمونه أبو إبراهيم .
وهناك أيضاً أشجار «الخضر الأخضر» منها شجرتين في فناء الموقع الأولى عمرها حوالي 680 عام والثانية 480 عام ، مما يجدر ذكره أن مقام النبي الخضر يقع في المنطقة المسمية «الميدان».
ويبعد المقام حوالي25 كم من عمان ، جاء في كتاب (( العشائر الأردنية )) (ص/138 ـ الدار العربية ) للدكتور أحمد العويدي : (( يقول حسين الشياب : أذكر في طفولتي أنني كنت أشاهد هلالاً ونجمة خماسية تعلوا هذا العمود ، مع وجود بعض شرائح القماش الأخضر ولا توجد هذه الآن ، وفي داخل البناء الذي يأتي بسعة 4×4م ، يوجد قبر عليه بعض الخلع الخضراء ، وكان مفتوحاً للناس ، لأنهم كانوا يهابونه ، ويتبركون به ، أما الآن فهو مغلق لاختلاف نفسيات وعقليات الناس .
يقع المقام على حوالي دونم وربع ، وفيه ثلاث شجرات ، اثنتان منهما من البلوط يزيد عمرها على الألف عام ، وهنالك شجرة هي أصغر حجماً وعمراً ، وهي من السنديان .
وأن لهذا السور قصة حيث حاول نصارى الفحيص بناء كنيسة ، فاحتج المسلمون ، وأخيراً توصل الطرفان إلى إبقاء الأمور كما هي ، وبناء سور يحيط بالأرض بحيث تدفع بلدية ماحص نصف التكاليف نيابة عن المسلمين ، وبلدية الفحيص تدفع كلفة النصف الآخر نيابة عن النصارى ، وتم فرز أرض الخضر على هذا النحو عام 1942م )) .
يُقال حسب القصة المنقولة بقلم الأستاذ الياس صويص في “مجلة الفحيص” الصادرة في أمريكا العدد التاسع سنة 1992 عن المقام المنسوب للخضر عليه السلام في ماحص يقول : (( في شهر آذار ذهب الأب ميخائيل صويص إلى بلدة ماحص لشراء حاجاته من بدو كانوا مخيمين في السهل الذي يقع في الجنوب الشرقي من موقع المقام , فاستضافوه تلك الليلة على أن يجهزوا له طلبه ففرشوا له تحت الشجرة الموجودة في المقام ، وأثناء نومه ظهر له القديس جاورجيوس وقال له : ” يا خادم كنيسة الرب أطلب منك أن تقيم لي مزاراً في هذا الموقع الذي أقف فيه ، وأن تقيم فيه كل عام قداساً الهياً “.
فهب من نومه مذعوراً وجعل يصلي وقفل عائداً الى الفحيص وفي صباح اليوم التالي اصطحب معه ( مسعاف السالم ) وكلفه ببناء المقام )) انتهى .
فليس هذا المقام للمسلمين ، والنصارى يُلبِّسون على المسلمين في شأن هذا المقام ، فإن الشيطان يظهر بصورة القديس جرجس وهو لابس العباءة الخضراء ، فلما يرى النصارى صورته يقولون الخضر نسبة إلى لباسه وليس لأنه خضر موسى عليه السلام ، فهم لا يعرفون الخضر صاحب موسى عليهما السلام .
وبهذا يخدعون المسلمين ، فالنصارى يحبون من المسلمين أن يشاركوهم في ضلالاتهم وجهلهم .والنصارى كثيرا ما يعظمون آثار القديسين منهم فلا يستبعد أنهم ألقوا إلى بعض جهال المسلمين ان هذا قبر بعض من يعظمه المسلمون ليوافقوهم على تعظيمه كيف لا وهم قد اضلوا كثيرا من جهال المسلمين حتى صاروا يعمدون أولادهم ويزعمون ان ذلك يوجب طول العمر للولد وحتى جعلوهم يزورون ما يعظمونه من الكنائس والبيع وصار كثير من جهال المسلمين يزورون للمواضع التى يعظمها النصارى كما قد صار كثير من جهالهم يزرون كنائس النصارى ويلتمسون البركة من قسيسيهم ورهانيهم ونحوهم ))